قائمة الأقسام
  • أربع كلماتٍ .. وصف بها الإمام الحُسين (عليه السلام) إعجاز القرآن
  • تاريخ الإضافة:24/03/2017
  • المشاهدات:1137
  • تم الاضافة بواسطة:ادارة الموقع

أربع كلماتٍ .. وصف بها الإمام الحُسين (عليه السلام) إعجاز القرآن

أربع كلماتٍ .. وصف بها الإمام الحُسين (عليه السلام) إعجاز القرآن
من النعم التي أنعم الله تعالى على أهل بيت نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هي نعمة العلم ، إذ جعلهم أعلم الناس بكتابه (القرآن) فهم يعلمون بإعجازه وتأويله وسبب نزوله ودلالات ألفاظه، وهم الراسخون في العلم الذين وصفهم جلّ وعلا في قوله :)‏وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ‏(1).
أمّا ما ورد في معنى الرسوخ فهو الثبات, ومنه قولك: رسخ في عقلي رسوخاً, أي ثبت الشيء في العقل ، بمعنى ان الراسخين في العلم هم الثابتون فيه والعارفون ببواطنه، فقد أكد ذلك أئمتنا عليهم السلام في أحاديثهم وصرحوا به .
فقد روي عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنه قال : (إنَّ القرآن محكمٌ ومتشابه, فأما المحكمُ فنؤمن به ونعمل به وندين به, وأما المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به, هو قول الله تعالى: (( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم يقولون آمنّا به كل من عند ربنا )) والراسخون في العلم هم آل محمّد) (2).
وخير دليل ٍعلى ذلك قول أبي عبد الله الحسين الذي استدل على إعجاز القرآن بوصفه كتابًا معجزًا بأربع كلمات هي : ( العبارة والإشارة واللطائف والحقائق ) "فالعبارة للعوام والإشارة للخواص واللطائف للأولياء والحقائق للأنبياء" (3).
فالقرآن عند صادق العترة كتابٌ لا يضاهيه كتاب فهو معجزٌ بعباراته وألفاظه التي يخاطب بها الناس على مستوى عقولهم ، فهو كتاب لجميع مستويات العلم والإدراك البشري، فبعضهُ يشتمل على العبارات التي تخص عامة الناس ، لمّا تمتاز به من سهولة ويسر فيفهمُها بسطاء الناس ، وبعض ألفاظه يشتمل على الإشارات وهذه لمن هم أعلى مرتبة علمية ، وكذلك يحتوي القرآن الكريم على اللطائف و يختص بها الأولياء الذين مَنْ الله عليهم بنعمة العلم ، أمّا الحقائق فخص بها أهل بيت نبيه سلام الله عليه فهم الذين يعلمون تأويل القرآن وأحكامه وتشريعاته ، فلهم علاقة وثيقة جداً بالقرآن وهذا ما أكده رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) في قوله :( إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ما إن تمسكتم بهما : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإن اللطيف الخبير قد عهد إليّ أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض كهاتين - وجمع بين مسبحتيه - ولا أقول كهاتين - وجمع بين المسبحة والوسطى - فتسبق إحداهما الأخرى، فتمسكوا بهما لا تزلوا ولا تضلوا ولا تقدموهم فتضلوا)(3).
ومن خلال هذا الحديث الشريف نلمس أن هنالك أرتباطاً وثيقًا بين أهل البيت (صلوات الله عليهم) والقرآن لذلك يحق القول فيهم هم ترجمان القرآن . جعلنا الله وإياكم من السائرين على نهجهم والمتمسكين بولايتهم .
الأمانة الخاصة لمزار العلوية الطاهرة شريفة بنت الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام)
الكاتب : عباس محسن الخفاجيَّ
قسم الإعلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ‏‏سورة آل عمران‏:‏ آية 7‏.
(2) تفسير العياشي 163:1.
(3) موسوعة كلمات الإمام الحسين: ٥٥١ عن جامع الأخبار: ٤٨.
(4) الكافي ج2/ 415 .


التالي السابق