قائمة الأقسام
  • ماهي آفات اللسان ؟ وكيف حذرنا الله جلَّ أسمهُ ورسوله الأكرم محمد(ص) منها ؟
  • تاريخ الإضافة:15/02/2017
  • المشاهدات:1161
  • تم الاضافة بواسطة:ادارة الموقع

ماهي آفات اللسان ؟ وكيف حذرنا الله جلَّ أسمهُ ورسوله الأكرم محمد(ص) منها ؟

ماهي آفات اللسان ؟ وكيف حذرنا الله جلَّ أسمهُ ورسوله  الأكرم  محمد(ص) منها ؟
الحلقة الثانية :  
أحبتي الأخوة المؤمنين سنتناول في هذهِ الحلقة  آفتين من آفات اللسان  العظيمة وهما :
الآفة الأولى : السُخرية والتنابز بالألقابِ: هي من الصفات الذميمة التي تُسبب الأحقاد والضغائن  بين الناس وتُفكك النسيج الاجتماعي و ترمي بالإنسانِ إلى قعرِ جَهنم لذلك نهانا الله تبارك وتعالى عنها وحذرنا منها ووصف من يقترفها بالظالمين  حيث قال في مُحكم كتابهِ ومنير خطابه وهو أفضلُ الكلام:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )(1)
وجاء في تفسير القرآن العظيم لأبن كثير في حديثه عن هذه الآية المباركة: حيث قال : (ينهى الله تعالى عن السخرية بالناس واحتقارهم والإستهزاء بهم، كما ثبت في الحديث الصحيح عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال: (الكِبْرُ بطرُ الحقِّ وغمطُ الناس)(2) ، والمراد من ذلك احتقارهم واستصغارهم، وهذا حرام؛ فإنه قد يكون المحتقَر أعظمَ قدرًا عند الله تعالى، وأَحبَّ إليه من الساخر منه المحتقِر له؛ ولهذا قال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ... ﴾؛ فنص على نهي الرجال، وعطف بنهي النساء، وقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾؛ أي: لا تلمزوا الناس، والهمَّاز واللَّماز من الرجال مذموم ملعون، كما قال تعالى: ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾ ، والهمز بالفعل، واللَّمْز بالقول، كما قال عز وجل: ﴿ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ﴾ (3). لذلك علينا أخذ الحذر من ذلك .
أمَّا الآفة الثانية فهي : العن  والسب: وهي من أسوء آفات اللسان وأشدها عذابًا عند الله تعالى  وللأسف الشديد نراها قد انتشرت انتشاراً كبيرًا  بين جميع فئات المجتمع  على اختلاف مراحلهم العمرية وطبقاتهم الثقافية..  وهذهِ الآفةُ العظيمة للأسف قد نشأ عليها الصغير، ودرج عليها الكبير، وتساهل بها كثيرٌ من الآباء والأبناء، الرجال والنساء، الشباب والفتيات... وتولدت منها الأحقاد، وثارت الضغائن، وهاجت بسبها رياح العداوة والبغضاء. آفةٌ عظيمة تُغضب الله تبارك وتعالى ، وتُخرجُ العبد من ديوان الصالحين، وتدخلهُ في زمرة العصاة الفاسقين.. إنها السب واللعن والفحش وبذاءة اللسان.. وقد جاءَ في النهي عنها الكثيرُ من أحاديث السراج المنير أبي الزهراء محمد (صوات ربي عليه وعلى أهل بيت الطيبين الطاهرين ) حيث جاء في حديثٍ يرويه لنا مسلم عن أبي الدر داء رضي الله عنه قال: قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم): )إِنَّ اللَّعَّانِينَ لا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ وَلا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )(4) .
وعن أبي الدر داء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآلهِ وسلم :" إنَّ العبدَ إذا لعَنَ شيئاً ، صعدت اللَّعنةُ إلى السماء ، فتُغلَقُ أبوابُ السماءِ دونَها ، ثم تَهبِطُ إلى الأرض ، فتُغلَقُ أبوابُها دونها ، ثم تأخذُ يميناً وشمالاً ، فإذا لم تجد مَساغاً رجعت إلى الذي لُعِنَ ، فإن كان لذلك أهلاً ، وإلا رجعتْ إلى قائلها ).(5)
لذلك علينا الابتعاد عن هذا كلهُ  وصونُ اللسان وتَطهيرهُ بالاستغفارِ والدعاء والتوجه إلى الله تعالى  بقلبٍ سليم ونية صادقة فهو الغفور الرحيم .
الكاتب عباس محسن الخفاجي
الامانة الخاصة لمزار العلوية شريفة بنت الامام الحسن (عليهما السلام)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الحجرات : 11.
(2) صحيح مسلم / كتاب الإيمان/ باب تحريم الكبر/ رقم الحديث (91) ص268.
(3) القلم: 11.
(4) صحيح مسلم / كتاب الإيمان/ باب تحريم الكبر/ رقم الحديث : (2548).
(5) رواه أبو داود في السنن رقم الحديث : ( 4905) ، وجوَّد إسناده الحافظ ابن
     حجر في الفتح الجزء(10/ ص467) وحسنه الألباني.


التالي السابق