قائمة الأقسام
  • ماهي آفات اللسان ؟ وكيف حذرنا الله جلَّ أسمهُ ورسوله الأكرم محمد(ص) منها ؟
  • تاريخ الإضافة:14/02/2017
  • المشاهدات:833
  • تم الاضافة بواسطة:ادارة الموقع

ماهي آفات اللسان ؟ وكيف حذرنا الله جلَّ أسمهُ ورسوله الأكرم محمد(ص) منها ؟

ماهي آفات اللسان ؟ وكيف حذرنا الله جلَّ أسمهُ ورسوله  الأكرم  محمد(ص) منها ؟
الحلقة الأولى :
يُعد اللسان من أفضل النعم التي أنعم الله تبارك وتعالى علينا بها ، فهو آلةُ البيان وتُرجمان القلوب والأفكار وبهِ يُعرف الإيمان من عَدمهِ ويُستدلُ به على الحقِ من الباطل إذا ما استخدمهُ الأنسان بحكمةٍ وروية أمَّا إذا غَلب هواهُ على عقلهِ وأطلق العنان للسانهِ فيكون فيه هلاكه  وسنتناول في هذه الحلقة آفتان ذميمتان يسببهما اللسان إذا  لم يحفظ  وهما (الغيبة والكذب) وقبل الخوض في خضمهما نبين لكم ما قاله  الحق المبين في كتابه العظيم عن أهمية صون اللسان في القول حيث جاء فيه:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾(1)
وهنا يُؤكد الله تبارك وتعالى في الآية المباركة على حقيقة مهمه وهي تقوى الله ولزوم أمره وصيانة الجوارح  والحفاظ عليها وخاصة اللسان لما له من آفات عظيمة إعتاد بعض الناس عليها واستهان بها الكثير مما ساعدت على تمزيق أواصر المجتمعات وأوردت الأحقاد و الضغائن ، وسنبين الآن بعض آفات اللسان العظيمة التي يجب على المسلم المؤمن تجنبها :وهي
الآفة الأولى : الغيبة  وهي من أشرَّ الآفات وأعظمها ، وهي صفة ذميمة يُحذرنا منها الرقيب الخبير في قوله : ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾(2) ،  وهنا  دلالة واضحة  وردت في هذه الآية المباركة على أن الغيبة من أشر الآفات التي تنخر نسيج المجتمع وتفككه ، حيث ويصور لنا الله جل أسمهُ الذي يغتاب بالذي يأكل لحم الناس وهذا عند جميع البشر مكروه ومنبوذ   وهذا تشبيهٌ عظيم من الله تبارك أسمه للذي يقدم على فعل الغيبة . كذلك يبين لنا رسول الرحمة والانسانية محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)  عندما سُئل عن كيفية حصول الغيبة في حديث يرويه  يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا حدثنا إسمعيل عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال: ( ذكرك أخاك بما يكره)(3) ثم ذُكر في عقوبة الذي يغتاب الناس يوم القيامة حيث جاء في الحديث الذي يرويه أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : ( لَمَّا عَرَجَ بِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلاءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ ) .(4) ، وهذا جزاء الذي يغتاب المؤمنين .
الآفة الثانية : الكذب وهي خصلة ذميمة ومكروه وهي أصل الخبائث جميعاً وهذه الخصلة تكون دائماً عند الكافرين والمنافقين وهذا ا خبرنا الله تبارك وتعالى به في كتابه الكريم :﴿ إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴾ (5) كذلك حذرنا رسول الله  (صلى الله عليه وآله وسلم)من الكذب حيث قال : ( أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا : إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ )(6) وقال أيضاً في حديثٍ يرويه سمرة بن جندب عنه، في رؤيا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) التي قصها على أصحابه.. قال : ( فأتينا على رجل مستلق لقفاه، وإذا آخرُ قائمٌ عليه بكَلُّوب من حديد! وإذا هو يأتي شدقَّي وجه، فيُشرَشْرُ شِدْقَهُ إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه! ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل في الجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يَصحَ ذلك الجانب كما كان! ثم يعود عليه، فيفعل مثلما فعل المرة الأولى، فقلت لهما من هذا؟ فقالا: إنه الرجل يغدو من بيته، فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق)(7) ، وهذا هو من أشد العذاب الذي يتسبب به اللسان لما يقترف من كذب وافتراء على الناس ، جبنا الله وإياكم هذه الآفات وطهر السنتنا من الغيبة والكذب، وجعلنا ممن يسمع القول فيتبع أحسنهُ ببركة محمد وآل محمد .
الكاتب عباس محسن الخفاجي
الامانة الخاصة لمزار العلوية شريفة بنت الامام الحسن (عليهما السلام)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)  الأحزاب: 70، 71.
(2) الحجرات: 12.
(3) صحيح مسلم /باب تريم الغيبة / رقم الحديث: (2589 )

(4) رواه أبو داود  رقم الحديث : ( 4878 ) وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 533 ) .
(5) النحل: 105.
(6) رواه البخاري (34) ومسلم (58)
(7) رياض الصالحين ص 258 / رقم الحديث  : ( 1546)


التالي السابق