في ضيافة شهر رجب ... تغفر الذنوب وتقبل الدعوات
الحمد لله الملك المعبود ، ذي العطاء والمن والجود ، واهب الحياة وخالق الوجود ،
الذي اتصف بالصمدية وتفرد بالوحدانية والملائكة وأولو العلم على ذلك شهود ،
الحمد له لا نُحصي ثناءً عليه، هو كما أثنى على نفسه حيث كان ولم يكن هناك وجود ، نحمده تبارك وتعالى ونستعينه فهو الرحيم الودود ، ونعوذ بنور وجهه الكريم من فكر محدود، وذهن مكدود، وقلب مسدود ،ونسأله الهداية والرعاية والعناية ، وأن يجعلنا بفضله من الركَّع السجود، اللهم إنا نسألك كما أمرتنا أن تُصلي وتسلم وتبارك على النور الأبديّ محمد المصطفى وعلى آله ،كما صليت وسلمت وباركت على إبراهيم وآله في العالمين إنك حميد مجيد ، على البركة والرضوان والرحمة والغفران نستقبل شهر الأستغفار والرحمة شهر رجب الأصب وسمي بالأصب لأن الرحمة فيه تصب صباً ، وهو أحد الأشهر الحرم التي قال في حقها الله تبارك وتعالى :
﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ [التوبة : 36].
ولهذا الشهر أعمال فضيلة ومباركة منها :
كذلك ورد في أفضل الأعمال في هذا الشهر المبارك
*ورد في فضل الصيام في شهر رجب أحاديث كثيرة ومنها ما جاء عن الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله:
*عن أبي الحسن عليه السلام قال : ان نوحا عليه السلام ركب السفينة أول يوم من رجب فامر من معه أن يصوموا ذلك اليوم وقال : من صام ذلك تباعدت عنه النار مسيرة سنة
*علي بن سالم عن أبيه قال : دخلت على الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام )في رجب وقد بقيت أيام فلما نظر إلي قال لي يا سالم هل صمت في هذا الشهر شيئا
قلت لا والله يا بن رسول الله ( ص )
قال لي : لقد فاتك من الثواب ما لا يعلم مبلغه إلا الله عز وجل إن هذا الشهر قد فضله الله وعظم حرمته واوجب للصائمين فيه كرامته قال : قلت له يا بن رسول الله فان صمت مما بقى شيئا هل أنال فوزا ببعض ثواب الصائمين فيه ؟ فقال يا سالم : من صام يوما من آخر هذا الشهر كان ذلك أمانا له من شدة سكرات الموت وأمانا له من هول المطلع وعذاب القبر ومن صام يومين من آخر هذا الشهر كان له بذلك جواز على الصراط ومن صام ثلاثة أيام من آخر هذا الشهر أمن يوم الفزع الاكبر من أهواله وشدائده واعطى براءة من النار
* عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال : من صام من رجب يوما واحدا من أوله أو وسطه أو آخره أوجب الله له الجنة وجعله معنا في درجاتنا « درجتنا » يوم القيامة ومن صام يومين من رجب قيل له : استأنف فقد غفر لك ما مضى ومن صام ثلاثة أيام من رجب قيل له : غفر لك ما مضى وما بقى فاشفع لمن شئت من مذنبي اخوانك وأهل معرفتك ( مغفرتك ) ومن صام سبعة أيام من رجب اغلف عنه أبواب النيران السبعة ومن صام ثمانية أيام من رجب فتحت له أبواب الجنان الثمانية فيدخلها من أيها شاء
* الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام : لا تدع صيام يوم سبعة وعشرين من رجب فانه اليوم الذي نزلت فيه النبوة على محمد صلى الله عليه وآله وثوابه مثل ستين شهرا لكم
* عن أبي الحسن عليه السلام قال : ان نوحا عليه السلام ركب السفينة أول يوم من رجب فامر من معه أن يصوموا ذلك اليوم وقال : من صام ذلك تباعدت عنه النار مسيرة سنة
*عن أبي رمحة الحضرمي قال : سمعت جعفر بن محمد بن علي عليه السلام يقول :
إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش أين الرجبيون فيقوم اناس يضئ وجوههم لأهل الجمع على رؤسهم تيجان الملك مكللة بالدر والياقوت مع كل واحد منهم الف ملك عن يمينه والف ملك عن يساره يقولون هنيئا لك كرامة الله عز وجل يا عبد الله ، فيأتي النداء من عند الله جل جلاله : عبادي وأمائي وعزتي وجلالي لاكر من مثواكم ولا جزلن عطاكم ( عطاياكم ) ولاوتينكم من الجنة غرفا تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين أنكم تطوعتم بالصوم لي في شهر عظمت حرمته وأوجبة حقه ملائكتي أدخلوا عبادي وامائي الجنة ثم قال جعفر بن محمد عليه السلام : هذا لمن صام من رجب شيئا ولو يوما واحدا في ( من ) أوله أو وسطه أو آخره
*قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ألا ان رجب شهر الله الاصم وهو شهر عظيم وانما سمى الاصم لانه لا يقارنه شهر من الشهور عند الله عز وجل حرمة وفضلا وكان أهل الجاهلية يعظمونه في جاهليتها فلما جاء الاسلام لم يزدد إلا تعظيما وفضلا الا وان رجب ( شهر الله ) وشعبان شهري وشهر رمضان شهر أمتي
ألا ومن صام من رجب يوما ايمانا واحتسابا استوجب رضوان الله الاكبر وأطفى صومه في ذلك اليوم غضب الله عز وجل واغلق عنه بابا من أبواب النار ولو أعطى ملاء الارض ذهبا ما كان بافضل من صومه ولا يستكمل اجره بشيء من الدنيا دون الحسنات إذا اخلصه لله عز وجل وله إذا أمسى دعوات مستجابات ان دعى شيئا في عاجل الدنيا أعطاه الله والا ادخر له من الخير أفضل ما دعى به داع من أوليائه وأحبائه وأصفيائه ومن صام من رجب يومين لم يصف الواصفون من أهل السموات والأرض ماله عند الله من الثواب والكرامة وكتب له من الأجر مثل أجور عشرة من الصادقين في عمرهم بالغة أعمارهم ما بلغت ويشفع يوم القيامة في مثل ما يشفعون فيه ويحشرهم في زمرتهم حتى يدخل الجنة ويكون من رفقائهم ومن صام من رجب ثلاثة أيام جعل الله بينه وبين النار خندقا أو حجابا طوله مسيرة سبعين عاما ويقول الله عز وجل له عند افطاره : لقد وجب حقك علي ووجبت لك محبتي وولايتي أشهدكم يا ملائكتي اني قد غفرت له ما تقدم من ذنبه وما تأخر . ومن صام من رجب أربعة أيام عوفي من البلايا كلها من الجنون والجذام والبرص وفتنة الدجال واجبر من عذاب القبر وكتب له أجور أولى الالباب والتوابين الاوابين واعطي كتابه يمينه في أوائل العابدين ومن صام من رجب خمسة أيام كان حقا على الله عز وجل أن يرضيه يوم القيامة وبعث يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر وكتب له عدد رمل عالج حسنات وأدخل الجنة بغير حساب ويقال له تمن على ربك ما شئت ومن صام من رجب ستة أيام خرج من قبره ولو جهه نور يتلألأ أشد بياضا من نور الشمس وأعطى سوى ذلك نورا يستضئ به أهل يوم الجمع القيامة وبعث من الآمنين حتى يمر على الصراط بغير حساب .
فكُنْ أيُّها الموفَّقُ لهذا الشهرِ معظِّماً، ولفضلِه مغتنِماً، وتُبْ فيه إلى ربِّك، وأقلِعْ بلا رجعةٍ عن سالِفِ خطئِك، وقبيحِ فعلِك، وأصلِحْ فيه من شأنِك، وليكن لسانُ حالِك؛ كما قال الشاعر :
بَيِّضْ صَحيِفَتَكَ السَّوْدَاءَ فِي رَجَبِ بِصَالِحِ الْعَمَلِ الُمنْجِي مِنَ اللَّهَبِ
شَهْـرٌ حَرَامٌ أَتَى مِنْ أَشْهُرٍ حُرُمِ إِذَا دَعَا اللهَ دَاعٍ فِيـهِ لَمْ يَـخِبِ
طُـوبَى لِعَبْدٍ زَكَى فِيـهِ لَهُ عَمَلٌ فَكَفَّ فِيهِ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالرِّيَـبِ
اللهم وفقنا لمراضيك وجنبنا معاصيك بحق محمد وآل محمد .
و فرج علينا فرج عاجلاً كلمح البصر وذلك بظهور صاحب العصر والزمان الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ، اللهم أنصر جيشنا وحشدنا الشعبي المقدس في معركته المصيرية ضد خوارج العصر .
الأمانة الخاصة لمزار العلوية الطاهرة شريفة بنت الإمام الحسن المجتبى (عليها السلام)
الكاتب عباس محسن الخفاجيَّ
قسم الإعلام