من وحي الإمامة
تعتبر الإمامة إحدى أصول الدين الحنيف عند مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) والتي بعدمها يكون الإيمان ناقصًا، وهذا ما أكد عليه الله عز وجلّ في آيات مباركة تبين أهمية الإمامة منها قوله تبارك أسمه :
(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (124) } -البقرة-
ومن خلال هذه الآية المباركة يتبين لنا أن النبوة شيء آخر غير الإمامة، بهذا التقريب :إن إبراهيم كان نبياً قبل ولادة أبنائه وقد صير الله سبحانه إبراهيم إماماً بعد وجود ذريته ودليل ذلك أنه طلب الإمامة لذريته من الآية الكريمة نستنتج أن الإمامة عهد من الله سبحانه يعهده إلى المؤمنين من عباده فهو منصب إلهي وليست من تنصيب البشر ولا من شوراهم ، وهذا يبين مدى عظمة وقدسية ومسؤولية الإمامة
وأنها لا تكون في الظالمين وأنها في ذرية إبراهيم عليه السلام : ( قال ومن ذريتي ، قال لا ينال عهدي الظالمين}
فهذه أصول الإمامة التي وردت في القرآن الكريم فهي عهد من الله ولا تكون في الظالمين أبداً وهي في ذرية طه ( صلى الله عليه وآله وسلم) الذي هو من ذرية إبراهيم الخليل على نبينا وآله وعليه سلام الله وصلاته ورحمته وبركاته وفي آية آخرى يقول سبحانه :(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ )(24)} -السجدة- وهذه الآية الجليلة تنص على أن الإمامة هي :أن وظيفة الإمام هي الهداية بأمر الله سبحانه والعمل بأوامره وتطبيق الشرع المقدس بين الناس ونشر العدل والمساواة وكذلك أن من صفات الإمام التي أهلته لهذا المنصب الرباني هو الصبر في جنب الله واليقين في العمل ، وهذه هي نفسها صفات الإمام .
ثانياً : آيات الإمامة في علي وأهل البيت (عليهم السلام) :
ثم نأتي للمطلب الثاني فنذكر بعض الآيات الكريمة التي تنص على إمامة أهل البيت عليهم السلام :
مخاطباً نبيه الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله : يا أيُهَا الرسُّول بلغ أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس (1) وهنا يؤكد الله تعالى مدى أهمية أن يبلغ الرسول الناس بالإمامة وذلك حفاظًا على الدين وعدم تفكك الأمة الإسلامية وضمان وحدتها وذلك كله يكون عن طريق تعيين أماما يحفظ حقوق الناس ويراعي مصالحهم . وجاء في كتاب غاية المرام إن تفسير هذه الآية المباركة ورد بها تسعة وثمانين حديثًا من طريق العامة . وفي جميعها يقول النبي : فوق المنبر وهو آخذ بيد علي من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من ولاه وعادي من عاداه و أنصر من نصره وأخذل من خذله وأدر معه الحق حيث دار " وهذا الحديث مروي في العديد من كتب أهل السنة والجماعة أمثال أحمد بن حنبل في مسنده في الجزء الثالث عشر / باب فضائل علي بن أبي طالب / ص 234. كما ورد في سنن النسائي وسنن الترمذي وأبن ماجة في مساندهم كلها قد ورد الذي سبق بأنه حديث صحيح معتبر .
وخلاصة القول : نصل إلى حقيقة واضحة بارزة ألا وهي أن الإمامة في علي وأهل بيته وفقا للقرآن والسنة النبوية الصحيحة والمعتبرة.
رزقنا الله وإياكم أحبتي نعمة الولاية لأهل البيت (عليهم السلام ) في الدنيا والآخرة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب عباس محسن الخفاجيَّ
الأمانة الخاصة لمزار العلوية الطاهرة شريفة بنت الإمام الحسن المجتبى (عليها السلام)
قسم الإعلام
15/5/2017