قائمة الأقسام
  • الكَوكب الدريَّ شعَ نورهُ في بيت الإمامُ الحَسين (عليه السلام)
  • تاريخ الإضافة:07/05/2017
  • المشاهدات:501
  • تم الاضافة بواسطة:ادارة الموقع

الكَوكب الدريَّ شعَ نورهُ في بيت الإمامُ الحَسين (عليه السلام)

الكَوكب الدريَّ شعَ نورهُ في بيت الإمامُ الحَسين (عليه السلام)

نبعث أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب العصر والزمان الإمام المهدي من آل محمد (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ) بمناسبة ذكرى ولادة
فتى الحسين مولانا علي الاكبر شبيه خير المرسلين سلام عليه يوم ولد يحمل البركات ونشأ سباقاً للخيرات ورحا شهيداً حامداً ومحموداً.
ولابد لنا من أن نستعرض جزءاً من حياته المباركة
وَلدّ مولانا علي الاكبر (عليه السلام) في الحادي عشر من شهر شعبان المُعظم، فشّع نورهُ ساطعاً في بيت من ارفع البيوت التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها أسمه ألا وهو بيت الحسين (سلام الله عليه)
أما بالنسبة لسنة ولاته (عليه السلام) فقد ذكر الشيخ المفيد في كتاب الارشاد أنها كانت بعد استشهاد جده أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بسنتين أي سنة إثنتين وأربعين للهجرة، فيكون بذلك عمره عند استشهاده في كربلاء كعمر جدته الصديقة الزهراء (سلام الله عليها) حين استشهادها أي ثمانية عشرعاماً.
ولكن ذكر بعض المؤرخين وعلماء الانساب ان ولادته كانت قبل ذلك. بحدود عشرة اعوام وانه ادراك جده الامير (عليه السلام) وروى عنه عدة روايات، وقد احتمل بعض العلماء ان القول ناتج من الاشتباه بينه وبين اخيه الامام زين العابدين (عليه السلام)؛ الذي هو اكبر ولد الحسين.
وقد كنى مولانا الحسين وليده المبارك عند ولادته بكنية جده الوصي (عليه السلام) فعرف بكنية أبي الحسن.
اما القابه عليه السلام فاشهرها الاكبر، لقب به تمييزاً عن اخيه علي الاصغر المسمى ايضاً بعبد الله الرضيع الشهيد، فثلاثة من ولد الحسين سماهم عليه السلام باسم ابيه امير المؤمنين وميز كل منهم بلقب وهم علي زين العابدين وعلي الاكبر وعلي الاصغر (عليهم جميعا سلام الله وصلواته).
كما كان مولانا علي الاصغر يلقب ايضا بلقب "الكريم" اذ اشتهر (عليه السلام) بالكرم، وقد ذكر المؤرخون في هذا الباب ان بيته في المدينة كان ماوى للفقراء والى ذلك يشير احد الشعراء في ابيات مشهورة نقلها ابو الفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين وجاء في جانب منهما:
كان اذا شبت له ناره
اوقدها بالشرف القابل
كيما يراها بائس مرمل
او فرد حي ليس بالاهل
لقد شهد له بذلك ابوه المعصوم (عليه السلام) وأشهد الله عزوجل على ذلك كما صحت بذلك الرواية حيث قال عليه السلام عندما برز ولده الاكبر لقتلا اعداء الله يوم الطف: «اللهم اشهد انه قد برز اليهم غلام هو اشبه الناس خلقاً وخُلقاً ومنطقاً برسولك وكنا اذا اشتقنا الى نبيك (صلى الله عليه وآله) نظرنا اليه».
*******
تحلى مولانا علي الاكبر سلام الله عليه بمراتب سامية من الكمالات المحمدية انبئها عنها مجملاً أبوه سيد الشهداء (عليه السلام)عندما وصفه كما سمعتم احباءنا بأنه اشبه الناس خلقاً وخُلقاً ومنطقاً بجده رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وهذا يعني ان معرفة صفات رسول الله نعرفنا بصفات سليله فتى الحسين (عليهما السلام) وصفه المؤرخون فقالوا: كان علي الاكبر من اصبح الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً وأسلسهم منطقاً وقالوا ان في وصفه كان قول شاعر الرسول حسان بن ثابت:
وأحسن منك لم تر قط عيني
وأجمل منك لم تلد النساء
خُلقت مبرءاً من كل عيب
كأنك قد خُلقت كما تشاء
ومما ظهر من كمالات علي الاكبر (عليه السلام) شدة يقينه وثقته بالله عزوجل وسكينة نفسه القدسية في أصعب الاحوال.
لاحظوا أحباءنا الرواية التالية التي تبين قوة النفس المطمئنة بالله في فتى الحسين؛ فقد روى المؤرخون من طرق الفريقين أن علياً الاكبر سمع اباه الحسين عليهما السلام يسترجع ويحمد الله ثلاث مرات بعد سنة نوم ٍ خفيفة وهو في بعض منازل سيره الى كربلاء، فسأله قائلا: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، يا ابت جُعلت فداك، مم استرجعت وحمدت الله؟!
فأخبره الامام عليه السلام برؤيا رآها في تلك السِنة الخفيفة قال: رأيت فارساً وقف عليّ وهو يقول وهو يقول: انتم تسيرون والمنايا تسرع بكم، فعلمت ان انفسنا قد نُعيت الينا.
وهنا قال مولانا علي الاكبر يسكينة صاحب النفس المطمئنة: يا ابت لا اراك الله سوءً، السنا على الحق؟
فقال الحسين (عليه السلام): بلى والذي اليه مرجع العباد.
فقال فتاه الاكبر: يا ابت اذن لا نبالي ان نموت محقين.
فأجابه (عليه السلام): جزاك الله من ولد خير ما جزى ولدً عن ولده.
وفتى الحسين علي الاكبر (عليه السلام) شديد الوفاء للحق وللدين الحق وللنبي الحق ولآله اهل الحق الذين يدور الحق معهم حيثما داروا وقد ظهرت نفحة من الوفاء التوحيدي الخالص في يوم كربلاء، يوم عُرض عليه الدنيا والخلاص من الموت فابى الا قبول الحق، وفي ذلك يقول مادحه من الاقدمين:
لا يؤثر الدنيا على دينه
ولا يبيع الحق بالباطل

وقصة هذا البيت رواها المؤرخون منهم ابو نصر البخاري في كتاب سر السلسلة العلوية وملخصها ان قادة الجيش الاموي في كربلاء عرضوا عليه الامان لقرابة والدته من يزيد، فوالدته الطاهرة السيدة الجليلة ليلى بنت مسعود الثقفية، امها هي ميمونة بنت ابي سفيان وهي عمة يزيد كما انها اخت ام قائد الجيش الاموي عمر بن سعد؛ فماذا كان جواب علي الاكبر على هذا العرض الجاهلي:
قال (عليه السلام): لقرابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) احق ان تُرعى ثم شد عليهم وهو يرتجز قائلاً:
أنا علي بن الحسين بن علي
نحن ورب البيت اولى بالنبي
تالله لا يحكم فينا ابن الدعي
أضرب بالسيف أحامي عن ابي
ضرب غلام هاشمي علوي
*******
وقد جاء في مدح فتى الحسين (عليه السلام) ومهجة فؤاده سيدنا و مولانا علي الاكبر (سلام الله عليه) قصيدةٌ لشاعر أهل البيت (ع) السيد صالح الحلي (رحمه الله )نختار منها ـ مع تغيير في بيتها الاول ـ قوله مخاطباً فتى الحسين (عليهما السلام)
يا نيّراً فيه تجلى ظلمة الغسق
بدراًُ علياًُ في علاه بقي
ونبعة للمعالي طاب مغرسها
رقت وراقت بضافي العز للورق
يا ابن الحسين الذي ترجى شفاعته
وشبه احمد في خلق وفي خلق
اشبهت فاطمة عمرا وحيدرة
شجاعة ورسول الله في نطق
سنانه ولسان العذب قد جريا
ذا للطعان وذا للمنطق الذلق
لو ان جند القضا في الحرب حاربه
لفر منهزما منه على فرق
ما صال الا وجيش الكفر مزقه
يوم الكريهة في صمصامه الحنق
بهمة ابدا ما ارتاع صاحبها
يلقى المنايا بلا طيش ولا قلق
وفي ختام الحديث نقول السلام عليه يوم ولد ويوم أستشهد في سبيل الله ويوم يبعث حيا .
الأمانة الخاصة لمزار شريفة بنت الإمام الحسن المجتبى (سلام الله تعالى علهما)
الكاتب : عباس محسن الخفاجي
شعبة الإعلام
7/5/2017


التالي السابق