قائمة الأقسام
  • نفاذ البصيرة وصلابة الإيمان مفاهيم أسسها أبي الفضل العباس (عليه السلام) وخطها بكفيه على رمضاء كربلاء يوم عاشوراء .
  • تاريخ الإضافة:07/03/2017
  • المشاهدات:2187
  • تم الاضافة بواسطة:ادارة الموقع

نفاذ البصيرة وصلابة الإيمان مفاهيم أسسها أبي الفضل العباس (عليه السلام) وخطها بكفيه على رمضاء كربلاء يوم عاشوراء .

نفاذ البصيرة وصلابة الإيمان مفاهيم أسسها أبي الفضل العباس (عليه السلام)
وخطها بكفيه على رمضاء كربلاء يوم عاشوراء .
إنَّ الحديث عن شخصيةٍ مِثلُ شخصية أبيَّ الفضل العباس (صَلواتُ الله وسلامه عليه) لا يُمكنُ إيفائها بمقالةٍ أو كتاب بل تَقِفُ العقول و الأقلام حائرة ومنحنية إجلالاً و احتراماً لمن أسس المفاهيم الانسانية والتربوية التي ستضل على مدى الدهور دروساً يتعلم منها الأجيال ، الكبار قبل الصغار واليوم سنتحدث عن مفهومين اسسهما أبو الفضل وأصبحا يعرفانِ به وهما
أولاً : نفاذ البصيرة :
وهي من أهم المفاهيم الصفات التي أتسم بها أبو الفضل العباس بل أصبحت عنواناً له وإذا أتينا لمعرفتها لابد لنا الوقوف على معناها اللغويَّ والاصطلاحيَّ :
البَصِيرَةُ لُغَةً :
البَصيرةُ : على وزن (فَعِيلَة) بمعنى مِفعَلة مَأخوذةٌ من مادة (ب ص ر) التي تَدلُ على العلمِ بالشئ، يقال هو بَصِيرٌ به.
وكذلك ورد لها معانٍ كثيرة وعديدة ، ومن هذه المعاني وما أورده الراغب الأصفهاني بقوله :( الإدراك ، والفطنة ، والحجة ، والنظر النافذ إلى خفايا الأشياء ، والعلم ، والخبرة )(1) .وكذلك عرفت البصيرة تعريف آخر حيث جاء في المعجم الأساسي : ( يقال لقوة القلب المدركة بصيرة ، وقد قال قبلها ؛ البصر يقال للجارحة . وجمع البصر أبصار وجمع البصيرة بصائر (2).
أمَّا البَصِيرَةُ أصطلاحًا :
فإنها منبعثة من سداد الرأي ، وأصالة الفكر ، ولا يتّصِفُ بها إلاّ مَنَ صفت ذاته ، وخلصت سريرته ، ولم يكن لدواعي الهوى والغرور أي سلطان عليه ، وكانت هذه الصفة الكريمة من أبرز صفات أبي الفضل فقد كان من نفاذ بصيرته ، وعمق تفكيره مناصرته ومتابعته للإمام الحسين ( سلام الله عليه)
فالبصيرة : هي اليقين الذي لا مِريّة فيه ، والبيان الذي لا شك فيه ، والبصيرة : يكون صاحبها ملاطفاً بالتوفيق جهراً ، ومكاشفاً بالتحقيق سراً ، ويقال : البصيرة أن تطلع شموس العرفان ، فتندرج فيها أنوار نجوم العقل .وقال آخرون بأن البصيرة : إعطاء البصر حقه في حكمه وسائر الحواس ، وإعطاء العقل حكمه وسائر القوى المعنوية ، وإعطاء النسب الإلهية والفتح الإلهي حكمهم ، وهي التي نزل القرآن بها في قوله تعالى : ( أَدْعو إلى اللَّهِ عَلى بَصيرَةٍ أَنا وَمَنِ اتَّبَعَني) (3)

في درجات البصيرة يقول الشيخ عبد الله الهرويَّ : [ البصيرة ] وهي على ثلاث درجات :
الدرجة الأولى : أن تعلم أن الخبر القائم بتمهيد الشريعة يصدر عن عين لا تخاف عواقبها ، فترى من حقه أن تلذه يقيناً ، وتغضب له غيرةً .
والدرجة الثانية : أن تشهد في هداية الحق وإضلاله إصابة العدل ، وفي تلوين أقسامه رعاية البر ، وتعاين في جذبه حبل الوصال .
والدرجة الثالثة : بصيرة تفجر المعرفة ، وتثبت الإشارة وتنبت الفراسة » .
وفي علاقة السكينة بالبصيرة يقول الشيخ أبو بكر الواسطي : « البصيرة مكشوفة ، والسكينة مستورة ، ألا ترى إلى قوله : (هُوَ الَّذي أَنْزَلَ السَّكينَةَ في قُلوبِ الْمُؤْمِنينَ)(4) فبالسكينة ظهرت البصيرة ، والسكينة هداية ، والبصيرة عناية ، وإذا أكرم العبد بالسكينة يصير المفقود عنده موجوداً ، والموجود مفقوداً » .
وكل هذا تجلى في شخص أبي الفضل العباس (سلام الله عليه) والدليل على ذلك قول الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) :
( كان عمّي العبّاس بن علي (عليه‌السلام) نافذ البصيرة ، صُلب الإيمان ، جاهد مع أخيه الحسين ، وأبلى بلاءً حسناً ، ومضى شهيداً .. )(5) .
ثانياً : صلابة الإيمان :
أمَّا صلابة الإيمان : فهي أعلى درجات اليقين في الإيمان وهذه الصفة العظيمة لا تكون إلا من اصفى الله قلوبهم للإيمان وخصهم برحمته فكانت قلوبهم كلها لله الواحد القهار ومن هؤلاء الصالحين المختارين من قبل الله تبارك وتعالى سيدنا ومولانا وشفيعنا أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (سلام الله عليهما )
الذي آثر بنفسه وروحه الطاهره من أجل الدفاع عن الدين الاسلامي الحنيف ووقف وقفته المشرفة ضد أهل الضلالة والكفر أتباع الزنديق الفاجر يزيد بن معاوية (لعنة الله عليه ) .
وفي الختام نؤديَّ السلام الخاص بروحه الزكية كما قالها الإمام المعصوم الصادق (عليه السلام)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) غريب القرآن – الأصفهاني – ج1ص49 .
(2) المعجم العربي الأساسي - ص 159 .
(3) سورة يوسف / 108.
(4) سورة الفتح : 4.
(5) ذخيرة الدارين : ١٢٣ نقلاً عن عمدة الطالب.


التالي السابق