قائمة الأقسام
  • قراءةٌ في كتابِ (الحلة في وثائق الأرشيف العثماني) ‏
  • تاريخ الإضافة:27/04/2018
  • المشاهدات:2958
  • تم الاضافة بواسطة:ادارة الموقع

قراءةٌ في كتابِ (الحلة في وثائق الأرشيف العثماني) ‏

على الرغم من تعدد الدراسات والبحوث حول تاريخ العراق الحديث بشكل عام ومدينة الحلة ‏
الحلة بشكلٍ خاص إلا أنه لا توجد دراسة ‏ مستفيضة وعلمية موسعة في وثائق عثمانية ‏تعود إلى الأرشيف العثماني الذي يعد ثالث أكبرأرشيف في العالم من حيث ندرة الوثائق التي ‏يمتلكها عن جميع المناطق التي كانت تحت سلطته أيام السلطنة العثمانية ، ‏ فقد تضمنت هذه الوثائق العثمانية معلومات غزيرة عن الأحوال العامة في الولايات العثمانية ومنها لواء الحلة قلما ‏يستطيع المرء الحصول عليها في المصادر التاريخية الأخرى . وقد دأب الباحثون و ‏العاملون في حقل الدراسات التاريخية و العثمانية منها على وجه الخصوص ‏على دراستها و تقويم أهميتها العلمية و اعتماد المعلومات التاريخية الواردة ‏فيها في دراساتهم التاريخية منذ عقود. فقد أعتمد عدد ملحوظ من الباحثين ‏في تاريخ الولايات العراقية في العهد العثماني على المعطيات الواردة في ‏السالنامات (1)‏ العثمانية في دراساتهم التي أعدوها خلال العقدين الأخيرين في ‏الجامعات العراقية.‏
واليوم بحمد الله تعالى وبجهود علمية حثيثة من الباحث الشيخ رؤوف الفتلاوي ‏والدكتور سامي ناظم المنصوري والذي قام بعمل الترجمة لهذه الوثائق.‏
استطاعا أن يصدران لنا مصنفهما الجديد : (الحلة في وثائق الأرشيف العثماني)‏
والذي يضم في طياتّه الجانب الإداري فقط من تقسيمات إدارية ومتصرفي لواء ‏الحلة وقائم مقامي وغيرهم من موظفي الإدارة موزعًا ذلك في أربعة أجزاء ، جاء ‏هذا الكتاب في وقتٍ تفتقر فيها المكتبات التأريخية إلى هكذا عناوين لذلك ‏أصبح مصدرًا علميًّا مهمًا في متناول أيادي الباحثين والمتخصصين لما يحتويه ‏من وثائق علمية رصينة لأهم المفاصل الأدرارية في مدينة الحلة ، وأكتسبت ‏هذه الوثائق هذه الميزة العلمية الرصينة لأنها أزالت اكثيراً من الشكوك ‏والأوهام حول كثيرًا من القضايا والشيء بالشيء يذكر قول المؤرخ التركي ‏البروفيسور «أحمد آق كوندز»، مؤلف كتاب «الوثائق تنطق بالحقائق»، [إن ‏الادعاءات الزائفة والأكاذيب الباطلة لا تغني عنا شيئا، ونحن نريد دليلاً وبرهاناً ‏لإبطال هذه الادعاءات المنتشرة، ونعتزم رفع الستائر التي تغلف تاريخنا بحجب ‏الغفلة والجهل. وإذا كان الأجداد السابقون قد غيروا واقعهم بالسّيف والسلاح ‏فإن التغيير في وقتنا الحاضر سوف تكون أدواته الحقائق والوثائق والحضارة ‏الحقيقية. ويضيف «كوندوز»: نحن في هذا الكتاب لا نسير خلف الادعاءات ‏الجوفاء وإنما نعتمد على الوثائق والأدلة. قد تكون المسافة التي قطعناها في ‏تاريخنا قصيرة ولكننا ولجناه قلبا وفكرا وعقلا. ونحن لم نكن نستطيع أن نتخلى ‏عن الفكر والعقل لنهمل الوثائق والأدلة كما يفعل أتباع الأديان الأخرى حيث ‏كانوا يقلدون رهبانهم.‏
ولهذا السبب فإن المخاوف التي تقف في مواجهة الحقائق والوثائق والأدلة ‏العقلية سوف تتهاوى وتنهار في الألف الثانية الميلادية بفعل سيادة العقل ‏والعلم والتقنية](‏2). من هنا تأتي الأهمية العلمية للوثائق العثمانية ‏
في نهاية هذا الحديث الشيق لابد لنا من تقديم آيات الشكر والعرفان إلى المؤلف ‏
فضيلة الشيخ الأستاذ : رؤوف عبد العباس الفتلاوي (دام توفيقهُ) وإلى جناب ‏الأستاذ الدكتور : سامي المنصوري على هذا العمل العلمي الأبداعيَّ الرائع ‏والذي حقيقةً سيغني الباحثين والدارسين في دراساتهم وأبحاثهم .‏
الكاتب : عباس محسن الخفاجيَّ

المعاون الثقافي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
‏(1)ــ سالنامات‎ ‎مركب من الكلمتين‎ ‎الفارسية‎: ‎سال‎ ‎بمعني سنة، ونامه‎ ‎بمعنى كتاب هي الكتب ‏السنوية التي لخصت لأهم أحداث‎ ‎الدولة العثمانية‎ ‎الإدارية والعسكرية
ينظر:‏‎ ‎المعجم الموسوعي للمصطلحات العثمانية التاريخية‎.‎‏/ تأليف ‏‎ ‎صابان، سهيل
مطبوعات مكتبة الملك فهد الوطنية/ الرياض . صفحة 131‏‎.‎
(2) ينظر :كتاب الوثائق تنطق بالحقائق : ص34‏


السابق