قائمة الأقسام
  • أربَعُ كَلماتٍ .. يَصف بها الإمام الحُسين (عليه السلام) ‏إعجاز القرآن ‏
  • تاريخ الإضافة:18/04/2018
  • المشاهدات:2829
  • تم الاضافة بواسطة:ادارة الموقع

أربَعُ كَلماتٍ .. يَصف بها الإمام الحُسين (عليه السلام) ‏إعجاز القرآن ‏

من النعم التي أنعم الله تعالى على أهل بيت نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ‏هي نعمة العلم ، إذ جعلهم أعلم الناس بكتابه (القرآن) فهم يعلمون بإعجازه وتأويله ‏وسبب نزوله ودلالات ألفاظه، وهم الراسخون في العلم الذين وصفهم جلّ وعلا في ‏قوله :‏‎)‎‏وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ‏‏(1). ‏
أمّا ما ورد في معنى الرسوخ فهو الثبات, ومنه قولك: رسخ في عقلي رسوخاً, أي ثبت ‏الشيء في العقل ، بمعنى ان الراسخين في العلم هم الثابتون فيه والعارفون ببواطنه، ‏فقد أكد ذلك أئمتنا عليهم السلام في أحاديثهم وصرحوا به .‏
‏ فقد روي عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنه قال : (إنَّ القرآن محكمٌ ومتشابه, فأما ‏المحكمُ فنؤمن به ونعمل به وندين به, وأما المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به, هو قول ‏الله تعالى: (( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء ‏تأويله وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم يقولون آمنّا به كل من عند ربنا )) ‏والراسخون في العلم هم آل محمّد) (2).‏
وخير دليل ٍعلى ذلك قول أبي عبد الله الصادق الذي استدل على إعجاز القرآن ‏بوصفه كتابًا معجزًا بأربع كلمات هي : ( العبارة والإشارة واللطائف والحقائق ) ‏‏"فالعبارة للعوام والإشارة للخواص واللطائف للأولياء والحقائق للأنبياء" (3). ‏
فالقرآن عند صادق العترة كتابٌ لا يضاهيه كتاب فهو معجزٌ بعباراته وألفاظه التي ‏يخاطب بها الناس على مستوى عقولهم ، فهو كتاب لجميع مستويات العلم والإدراك ‏البشري، فبعضهُ يشتمل على العبارات التي تخص عامة الناس ، لمّا تمتاز به من ‏سهولة ويسر فيفهمُها بسطاء الناس ، وبعض ألفاظه يشتمل على الإشارات وهذه لمن ‏هم أعلى مرتبة علمية ، وكذلك يحتوي القرآن الكريم على اللطائف و يختص بها ‏الأولياء الذين مَنْ الله عليهم بنعمة العلم ، أمّا الحقائق فخص بها أهل بيت نبيه سلام ‏الله عليه فهم الذين يعلمون تأويل القرآن وأحكامه وتشريعاته ، فلهم علاقة وثيقة جداً ‏بالقرآن وهذا ما أكده رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) في قوله :( إني قد ‏تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ما إن تمسكتم بهما : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ‏فإن اللطيف الخبير قد عهد إليّ أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض كهاتين - ‏وجمع بين مسبحتيه - ولا أقول كهاتين - وجمع بين المسبحة والوسطى - فتسبق ‏إحداهما الأخرى، فتمسكوا بهما لا تزلوا ولا تضلوا ولا تقدموهم فتضلوا)(3).‏
ومن خلال هذا الحديث الشريف نلمس أن هنالك أرتباطاً وثيقًا بين أهل البيت ‏‏(صلوات الله عليهم) والقرآن لذلك يحق القول فيهم هم ترجمان القرآن . جعلنا الله ‏وإياكم من السائرين على نهجهم والمتمسكين بولايتهم .‏
الأمانة الخاصة لمزار العلوية الطاهرة شريفة بنت الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام)‏
الكاتب : عباس محسن الخفاجيَّ
المعاون الثقافي
‏ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
‏(1) ‏‏سورة آل عمران‏:‏ آية 7‏.‏
‏(2) تفسير العياشي 163:1.‏
‏(3) موسوعة كلمات الإمام الحسين: ٥٥١ عن جامع الأخبار: ٤٨‏‎.‎
‏(4) الكافي ج2/ 415 .‏


التالي السابق