قائمة الأقسام
  • استفتاء موجه الى مكتب سماحة اية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
  • تاريخ الإضافة:27/06/2017
  • المشاهدات:1213
  • تم الاضافة بواسطة:ادارة الموقع

استفتاء موجه الى مكتب سماحة اية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)

المزارات والمقامات المنسوبة لذراري أهل البيت (ع)
السؤال {1}
1- السلام عليكم ماهو حال مرقد العلوية شريفة بنت الحسن هل هو وهمي او صحيح ؟
2-هل أن مزار السيدة شريفة بنت الإمام الحسن عليه السلام ثابت تاريخيا أم لا ؟
3-لو يجيبنا مكتب سماحة الشيخ عن مدى صحة مرقد السيدة شريفة وماحكم زيارة المراقد المزعومة في بلدان أخرى ،وفي بعضها أنه من القرن الثامن أو التاسع وجد حجرا مكتوبا عليه الإسم ؟
الجواب :
المزرات والمقامات المحتملة والمظنونة يكفي مجرد الاحتمال في الإحتفاء بها بقدر مالها من درجة إحتمالية بشرط عدم حصول العلم بالإنقطاع ، فضلا عما له يد متدوالة جيلا بعد جيل لا يعلم إنقطاعها .
ولتبيان وجوه الرجحان لابد من الإلتفات أن المزار أو المقام إما أن تنطبق عليه شرائط قاعدة اليد للسيرة المتداولة للمؤمنين أو للمسلمين كما سيأتي أو لا تتوفر فيها الشروط لتلك القاعدة ولكنها تتوفر على الإحتمال وحينئذ لابد من بيان وجوه رجحان ذلك فيها مع ذلك ولبيان الحال على كلا التقديرين نذكر جملة من الأمور:

1 – هناك قاعدة مقررة في أبواب الفقه وهي الأخذ باليد المتداولة الفعلية المتمثلة بتعاطي سيرة عمل ممارس للمؤمنين أو المسلمين مع شيئ وهي في ﺧﻤﺴﺔ ﺃﺷﻴﺎء ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺱ اﻷﺧﺬ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻈﺎﻫﺮ اﻟﺤﻜﻢ : اﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ، ﻭاﻟﻤﻨﺎﻛﺢ ، ﻭاﻟﺬﺑﺎﻳﺢ ، ﻭاﻟﺸﻬﺎﺩاﺕ ، ﻭاﻷﻧﺴﺎﺏ

وهي العمدة عند الفقهاء في إثبات الاوقاف و هيئات الصدقات الجارية ونحوها من الامور المسبلة باليد المتداولة الفعلية لدى المؤمنين او المسلمين عمن قبلهم ويكفي ذلك في إثباتها وعدم تحويلها عن وجهتا إلا ان يؤتى بدليل نافي مسند واما مجرد التشكيكات أو بمجرد عدم دليل مسند على الاثبات فهذا غير مسوغ للنفي، بعد وجود اليد عمن قبلها من دون إشتراط العلم بإتصال السلسلة بل يشترط عدم العلم بالإنقطاع لا العلم بالإتصال وبينهما بون كبير.

2- شروط القاعدة هي :
الأول : وجود يد متداولة من المؤمنين والمسلمين وهي في كل شيئ بحسبه من نحو التعاطي في الأفعال معه .
الثاني : تعاقب اليد عمن قبلها وليس المراد من هذا الشرط العلم بترامي اليد جيلا بعد كل جيل بل يكفي عدم العلم بإنقطاع اليد في فترة زمن جيل سابق.
ولايشترط العلم بترامي وتسلسل حلقات الأجيال في هذه السيرة فإن هذه القاعدة ليست حجيتها من باب السيرة كي يشترط فيها الإتصال الى مبدأ وزمن الشيء المعتبر أصالة .
وهذا جاري في جملة الأبواب الفقهية الجاري عليها العمل من الفقهاء في الأحكام من النسب والأوقاف والأملاك والولايات والوصايا والأحكام القضائية والتنفيذية والمواريث وظاهر الشهادات .
3- ليعلم انه لا يقف امام اليد المتداولة بين المؤمنين -على هيئة مسبلة من مزار او مقام- الاعتراض بعدم ذكر اصحاب النسب هذا الاسم وذاك الاسم وذلك لعدة اسباب:
اولا : لان كتب الانساب ليست مسندة ولايصح فيها سند غالبا وثانيا : ليس دعاواهم على الحصر تامة فكم بينهم من اختلاف مع عدم تدليلهم على ما يذكرونه بأسانيد متصلة معتبرة وثالثا : ان الاسم للمرأة او للرجل في الصدر الاول من الاسلام كان متعددا اما من جهة الكنية او من اللقب او من جهة الوصف أو من جهة تعدد إسم العلم ، كما هو الحال في الرواة ، ومن أمثلة المقام ما نفاه علماء النسب من تعدد الأولاد الذكور للامام الرضا ع مع انه ورد نص بسند معتبر في المحاسن للبرقي أنه ولد له ذكر ثاني ع والظاهر انه بعد رزقه بالجواد ع . رابعا: أن وجدان حجر أو صخرة مكتوب عليها الإسم ونحو ذلك مما هو علامة ليد سابقة للمؤمنين أو للمسلمين يحقق اليد المعول عليها في هذه القاعدة كما ذكر ذلك الفقهاء في باب وجدان الأموال المكنوزة أو المدفونة ونحوها، لاسيما مع إنضمام قرائن أخرى على وجود اليد المزبورة.

4- قد ورد في صحاح من الروايات في مشاعر الحج ومواقيته وافتى بها الفقهاء أنه يسأل الناس أو الأعراب عن حدودها ومواطنها : من لايحضره الفقيه ج2 ص 302 الحديث رقم 2524 ، الكافي ج 4 ص 470 الحديث 17782،الوسائل ابواب الوقوف بالمشعر ب14 ح 1 .
كصحيح ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﻋﻤﺎﺭ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ ﻗﺎﻝ: ” ﻳﺠﺰﻳﻚ ﺇﺫا ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻑ اﻟﻌﻘﻴﻖ ﺃﻥ ﺗﺴﺄﻝ اﻟﻨﺎﺱ ﻭاﻻﻋﺮاﺏ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ” الفقيه ج 2 ص 302 الحديث 2524
وفي صحيح حفص بن البختري : وقال ( ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ ) ﻟﺒﻌﺾ ﻭﻟﺪﻩ : ﻫﻞ ﺳﻌﻴﺖ ﻓﻲ ﻭاﺩﻱ ﻣﺤﺴﺮ ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﻻ ، ﻗﺎﻝ : ﻓﺄﻣﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺮﺟﻊ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻌﻰ ، ﻗﺎﻝ : ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ اﺑﻨﻪ : ﻻ ﺃﻋﺮﻓﻪ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺳﻞ اﻟﻨﺎﺱ. [ 18497 ]
ئل ابواب الوقوف بالمشعر ب14 ح 1 ،
وهما من باب اليد المتداولة المتعاقبة يدا بيد جيلا بعد جيل عمن قبله .مع أن شأن تحديد المواقيت والمشاعر هو خطب عظيم ، ولكنه عملا بقاعدة اليد المتداولة تعاقبا في مورد عدم العلم بإنقطاعها لا إشتراط العلم بالتعاقب متصلا الى موطن وزمان الواقعة .
5- قد جرت سيرة أتباع أهل البيت ع جيلا بعد جيل في ظل إشراف علماء وفقهاء الطائفة على الإحتفاء بمقامات للإمام المهدي ع في أماكن عديدة من بلدان المؤمنين وقامت السيرة على إشادة وإعمار تلك المقامات وإتخاذها أماكن للتوسل والقيام بالزيارة له عج والتعبد لله تعالى فيها مع أن مجموعها لم يثبت بأسانيد متصلة بل يكفي لديهم التعاطي العملي لليد المتداولة ولا يعرف إنقطاعها ، وكذا المقامات المنسوبة للأئمة ع في بقاع وبلدان إسلامية مختلفة فيتبرك المؤمنون بل وعموم المسلمون المحبون لأهل البيت ع ،
6- وكل ذلك شعيرة إسلامية وإيمانية منطلقة من قاعدة أصيلة قرآنية من التبرك وإتخاذ مشاهد ومقامات المصطفين والأولياء أماكن لعبادة الله تعالى ،
كما في قوله تعالى وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ۖ …. وقوله تعالى (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ ..
فكان الحجر لملامسته أو لوطأ النبي ابراهيم ع له مقاما يتخذ مصلى لأنواع العبادة لله تعالى ويعظم ويحتفى به وإن لم يكن مسجدا.
وقوله تعالى (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ)
وهي بيوت الأنبياء وذويهم المصطفين و الأولياء
وقوله تعالى (وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) ومفادها مطابق الآيات السابقة
وقد ورد في جملة زياراتهم عليهم السلام أن بهم طابت الأرض
وقد ورد الأمر بإتيان المشاهد كلها مشاهد النبي ص وتعليل فضلها بأن النبي ص كان فيها الوسائل ابواب المزار ب 12 وب 13
وغيرها من الآيات والروايات الدالة على تعظيم بيوت النبي ص وصلة ذوي النبي ص وشجرته به وأن مواطنهم بيوت للنبي ص بحسب أقربيتهم وقربهم وتوسطهم في النسبة له ص .

7- ليعلم ان المزارات والمقامات المضافة والمنسوبة لذرية أهل البيت ع العمدة فيها هو التوجه والتوسل واللواذ بأهل البيت ع وإنشاء الزيارة لهم وهذا من أعظم القربات وإقامة لفريضة المودة لهم في كل مكان وكل زمان ولو تعمر الارض كلها بمواطن ذكرهم لكانت عمارة للأرض بالنور فإن ذكرهم نور وقربى وتودد أمر الله به ،وليس لذكرهم منع في مكان دون مكان بل هو راجح في كل الامكنة والازمنة فكيف بما يحتمل المزية والخصوصية ، كما لو إمتلئت الأراضي والبقاع بالمساجد التي هي بيوت الله تعالى في الأرض ، فما الضير في ذلك إلا إكثار أماكن العبادة والذكر.
8- قد ذكر كل من المفيد وابن طاوس والشهيد والمجلسي في زيارة النبي ص من البعد
اقبال الاعمال ج3 ص 123 ط قديمة ص 605 الباب الرابع في اعمال ربيع الأول فصل 12 : في حديث عن الصادق ع وذكر زيارة النبي ص فقال إنه يسمعك من قريب ويبلغه عنك من بعيد فإذا أردت ذلك فمثل بين يديك شبه القبر واكتب عليه اسمه وتكون على غسل ثم قم قائما وقل وانت متخيل بقلبك مواجهته ص ثم قل : وذكر الزيارة .
مزار الشهيد الأول: ب1 في الزيارات ص10 : وذكر عين عبارة بن طاوس .
والعلامة المجلسي في زاد المعاد في اعمال يوم ميلاد النبي ص . وفي البحار ج 97 ص 183.
ومن البين أن أمر الصادق ع في الرواية بصنع شبه القبر وتمثّله وانت متخيل بقلبك مواجهته مع أن من الواضح أنه إصطناع للقبر مع علم بعدم حقيقته لكنه لأجل التمثل والتأثير النفسي والإرتباط والتوجه القلبي مما يدلل على أن الغرض الأصلي ليس المكان بقدر ماهو آلية ووسيلة للتوجه والإرتباط بأهل البيت ع .
9- وفي مقاتل الطالبيين ص 56 وغيره من المصادر: وكانت أم البنين أم هؤلاء الأربعة الأخوة القتلى تخرج الى البقيع وتندب بنيها أشجى ندبة وأحرقها فيجتمع الناس إليها يسمعون منها فكان مروان يجيئ فيمن يجيئ لذلك فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي .
وفي موضع آخر ص 90 : وكانت تمضي وقتها في البقيع تنشد الشعر في رثاء أولادها باكية عليهم .ومن البين أن إختيار البقيع كمقبرة هو تمثيل لقبور شهداء الطف .


التالي السابق