قائمة الأقسام
  • غيض من فيض كرم المجتبى .... بهجة قلبه السيدة شريفة
  • تاريخ الإضافة:28/03/2017
  • المشاهدات:1173
  • تم الاضافة بواسطة:ادارة الموقع

غيض من فيض كرم المجتبى .... بهجة قلبه السيدة شريفة

غيض من فيض كرم المجتبى .... بهجة قلبه السيدة شريفة
إن المتابع لسيرة سيد الكونين محمد وأهل بيته (صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين) يجد أنهم قد اتصفوا وتميزوا عن سائر الناس بصفات كريمة بلغوا فيها أعلى درجات الذروة وصاروا في أعلى الكمال ، فصاروا المثل الأعلى والفرد الأكمل لمن أراد الاقتداء بهم والسير على نهجهم ، ومن هذه الصفات صفة الكرم فنجد هذه الصفة ملازمة لهم على طول حياتهم فهم أصحاب أفضال عظيمة ليس على مواليهم أو على المسلمين فحسب ، بل على الانسانية جمعاء ، ولعل كرمهم المعنوي أكبر من كرمهم المادي ولكن الناس في العادة لا تلتفت الا الى الماديات ، فها هي علومهم ما زالت تملأ الكتب في مختلف جامعات العالم وفي شتى بقاع الآرض .,أما بخصوص عون المحتاجين فهم(عليهم السلام) في الطليعة فلا يسبقهم سابق ولا يلحق بهم لاحق ، فما قصد أحدَهم محتاجٌ الا ووجد منيته ومراده وزيادة على ما كان يأمله .واليوم نسلط الضوء على ريحانة المصطفى الإمام السبط الزكي الحسن بن علي (عليهما السلام) العلامة محمد باقر المجلسي (أعلى الله مقامه ورفع درجته) في كتابه البحار قال : ومن كرمه وجوده (عليه السلام) ما رواه سعيد بن عبد العزيز قال:إن الحسن سمع رجلا يسأل ربه تعالى أن يرزقه عشرة آلاف درهم، فانصرف الحسن إلى منزله فبعث بها إليه. ومنها أن رجلا جاء إليه (عليه السلام) وسأله حاجة فقال له:" يا هذا حق سؤالك يعظم لدي، ومعرفتي بما يجب لك يكبر لدي، ويدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله، والكثير في ذات الله (عزوجل) قليل، وما في ملكي وفاء لشكرك، فإن قبلت الميسور، ورفعت عني مؤنة الاحتفال والاهتمام بما أتكلفه من واجبك فعلت "فقال: يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقبل القليل، وأشكر العطية، وأعذر على المنع، فدعا الحسن (عليه السلام) بوكيله وجعل يحاسبه على نفقاته حتى استقصاها [ف‍] قال"عليه السلام):"هات الفاضل من الثلاثمائة ألف درهم " فأحضر خمسين ألفا قال "عليه السلام): " فما فعل الخمسمائة دينار ؟ "قال: [هي] عندي قال(عليه السلام):أحضرها "فأحضرها فدفع الدراهم والدنانير إلى الرجل وقال(عليه السلام): هات من يحملها لك فأتاه "بحمالين، فدفع الحسن (عليه السلام) إليه رداءه لكرى الحمالين،فقال مواليه: والله ما عندنا درهم فقال (عليه السلام (
لكني أرجو أن يكون لي عند الله أجر عظيم" ) (1)وقف رجل على الحسن بن علي (عليهما السلام) فقال:يا ابن أمير المؤمنين بالذي أنعم عليك بهذه النعمة التي ما تليها منه بشفيع منك إليه، بل إنعاما منه عليك، إلا ما أنصفتني من خصمي فإنه غشوم ظلوم، لا يوقر الشيخ الكبير، ولا يرحم الطفل الصغير، وكان (عليه السلام)متكئاً فاستوى جالساً وقال له: من خصمك حتى أنتصف لك منه ؟ "فقال له: الفقر، فأطرق (عليه السلام) ساعة ثم رفع رأسه إلى خادمه وقال له: أحضر ما عندك من موجود
فأحضر خمسة آلاف درهم فقال: ادفعها إليه، ثم قال (عليه السلام) له:
بحق هذه الاقسام التي أقسمت بها علي متى أتاك خصمك جائراً إلا ما أتيتني منه متظلماً "(2)، الآن أحبتي نحلق في سماء دوحة الخلد وبهجة قلب المجتبى الحسن (عليه السلام) إنها السيدة المظلومة المسبيَّة العليلة إحدى ضَحايا فاجعة الطف الأليمة العلويَّة شريفة (صلوات الله وسلامه على روحها الزكية) فقد أكرمها الله تعالى بفضله وكرمه وجعل قبرها روضة من رياض الجنة وبقعة مباركة يستجاب فيها الدعاء ويفرج فيها عن كل مكروب وتعطى كل حاجة هاهي صُفوفُ المَلائكة تَزدَحمُ وتُسابق وفود الزائرين إلى حَضرتِها المُطهرة وهاهي العبراتُ تَنهَمرُ على أبواب قَبرها الزكيَّ الذي يَشعُ بأنوارهِ البهيه ليُضيء أرجاء الحلة الفيحاء فما رُفِعت أكفٌ تحت قبتها المباركة إلاَّ ونالَ صاحِبها مُناه بفضلِ منزلتها عند الله تبارك وتعالى، فكراماتها أبهرت السامعين والناظرين فبحقها عند الله جل ثناؤه
أن يفرج علينا فرج عاجلا كلمح البصر وذلك بظهور صاحب العصر والزمان الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ، اللهم أنصر جيشنا وحشدنا الشعبي المقدس في معركته المصيرية ضد خوارج العصر .
الأمانة الخاصة لمزار العلوية الطاهرة شريفة بنت الإمام الحسن المجتبى (عليها السلام)
إعداد : عباس محسن الخفاجيَّ
قسم الإعلام
28/3/2017
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحار الأنوار - (ج 43 / ص 347)
(2) بحار الأنوار - (ج 43 / ص 350(


التالي السابق