سَلامٌ على سيدةِ المُعجزاتِ
هاهي صُفوفُ المَلائكة تَزدَحمُ وتُسابق وفود الزائرين إلى حَضرتِها المُطهرة وهاهي العبراتُ تَنهَمرُ على أبواب قَبرها الزكيَّ الذي يَشعُ بأنوارهِ البهيه ليُضيء أرجاء الحلة الفيحاء فما رُفِعت أكفٌ تحت قبتها المباركة إلاَّ ونالَ صاحِبها مُناه بفضلِ منزلتها عند الله تبارك وتعالى ، وكيف لا تكون كذلك وهي من بيتٍ قال فيهم الخَبير اللطيفُ في مُحكم كتابهِ ومُنير خِطابه وهو أفضلُ الكلام : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )[سورة الأحزاب :33] فقد جاء في عديد من الروايات الصحيحة المعتمدة من طرق مختلفة تثبت أن هذه الآية المباركة نزلت في أهل بيت رسول الرحمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) : حيث ورد عن ابن جرير : حدثنا أبو كريب ، حدثنا مصعب بن المقدام ، حدثنا سعيد بن زربي ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، عن أم سلمة (رضوان الله عليها) قالت : جاءت فاطمة (سلام الله عليها) إلى رسول الله صلى الله عليهوآله وسلم ببرمة لها قد صنعت فيها عصيدة تحملها على طبق ، فوضعتها بين يديه فقال : " أين ابن عمك وابناك ؟ " فقالت : في البيت فقال : " ادعيهم " فجاءت إلى علي فقالت : أجب رسول الله أنت وابناك قالت أم سلمة : فلما رآهم مقبلين مد يده إلى كساء كان على المنامة ، فمده وبسطه ، وأجلسهم عليه ، ثم أخذ بأطراف الكساء الأربعة بشماله ، فضمه فوق رؤوسهم ، وأومأ بيده اليمنى إلى ربه ، عز وجل ، فقال : " اللهم ، هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا "
طريق أخرى : قال ابن جرير : حدثنا ابن حميد ، حدثنا عبد الله بن عبد القدوس ، عن الأعمش ، عن حكيم بن سعد قال : ذكرنا علي بن أبي طالب عند أم سلمة ، فقالت : في بيتي نزلت : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) قالت أم سلمة : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيتي فقال : " لا تأذني لأحد " فجاءت فاطمة فلم أستطع أن أحجبها عن أبيها ثم جاء الحسن فلم أستطع أن أحجبه عن أمه وجده ، ثم جاء الحسين فلم أستطع أن أحجبه ، ثم جاء علي فلم أستطع أن أحجبه ، فاجتمعوا فجللهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكساء كان عليه ، ثم قال : " هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " فنزلت هذه الآية حين اجتمعوا على البساط قالت : فقلت : يا رسول الله ، وأنا ؟ قالت : فوالله ما أنعم ، وقال : " إنك إلى خير "
حديث آخر : قال ابن جرير ، حدثنا ابن وكيع ، حدثنا محمد بن بشر عن زكريا ، عن مصعب بن شيبة ، عن صفية بنت شيبة قالت : خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات غداة ، وعليه مرط مرحل من شعر أسود ، فجاء الحسن فأدخله معه ، ثم جاء الحسين فأدخله معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها معه ، ثم جاء علي فأدخله معه ، ثم قال ) إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ( ونحن اليوم في حضرت سليلة أهل البيت(عليهم السلام) بنت السبط الزكي المجتبى الحسن (سلام الله عليها ) السيدة العلوية شريفة ( سلام الله على روحها الزكية ) التي أبهرت السامعين والناظرين بكراماتها ومعجزاتها وهذا كله بفضل منزلتها عن الله تبارك وتعالى ونحن نتوسل بها إلى الله تعالى أن ينصر قواتنا الأمنية والحشد الشعبي المقدس على خوارج العصر .
الأمانة الخاصة لمَزار العلوية الطاهرة شريفة بنت الإمام الحَسن المجتبى (عليهما السلام)
الكاتب: عباس محسن الخفاجيَّ
قسم الإعلام
16/3/2017