قائمة الأقسام
  • لسلام على صاحب الجنازة المرمية بالسهام
  • تاريخ الإضافة:28/10/2017
  • المشاهدات:1198
  • تم الاضافة بواسطة:ادارة الموقع

لسلام على صاحب الجنازة المرمية بالسهام

عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى شهادة السبط الزكي المجتبى الحسن (صلوآت الله تعالى عليه وعلى أهل بيته الطاهرين) وبهذه المناسبة العظيمة على قلوب المؤمنين لابد لنا من أن نتعرض إلى جانبٍ من جوانب حياته الكريمة وكذلك ما لحق به من ظلم وجور من السلطة الأموية أبان حكم معاوية بن أبي سفيان (لعنهم الله ). في السابع من شهر صفر
كان الإمام المظلوم الشهيد الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام ) يتصف بعدة صفات ذكرها لنا الشيخ الجليل علي بن عيسى الاربلي في كتابه : ( كشف الغمة ) أنه قال :
كان الإمام الحسن بن علي (عليهما السلام): ابيض مشرباً بحمرة، أدعج العينين، سهل الخدين، دقيق المسربة، كث اللحية، ذا وفرة، وكأن عنقه ابريق فضة، عظيم الكراديس، بعيد ما بين المنكبين، ربعة ليس بالطويل ولا القصير، مليحاً، من أحسن الناس وجهاً، وكان يخضب بالسواد، وكان جعد الشعر، حسن البدن.
وروي ايضاً عن الامام علي عليه السلام قال: أشبه الحسن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما كان أسفل من ذلك.
أما فضائلهُ (سلام الله عليه) :
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: ان الحسن والحسين شنفا العرش وان الجنة قالت: يا رب أسكنتني الضعفاء والمساكين، فقال لها الله تعالى: ألا ترضين أني زينت أركانك بالحسن والحسين .... فماست (الجنة) كما تميس العروس فرحاً.
وروى الصدوق عن الصادق عليه السلام أنه قال: حدَّثني أبي عن أبيه ـ عليهما السلام ـ ان الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السلام كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم، وكان اذا حج حج ماشياً وربما مشى حافياً، وكان اذا ذكر الموت بكى، واذا ذكر القبر بكى، واذا ذكر البعث والنشور بكى، واذا ذكر الممر على الصراط بكى، واذا ذكر العرض على الله (تعالى ذكره) شهق شهقة يغشى عليه منها.
كيف كانت شهادة الإمام المفجعة:
استشهد ابو محمد الحسن بن علي عليهما السلام وهو ابن سبع واربعين سنة، وكان بينه وبين اخيه الحسين عليه السلام مدة الحمل وكان حمل ابي عبد الله عليه السلام سته اشهر، فاْقام ابو محمد مع جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبع سنين، واقام مع ابيه بعد وفاة جده بثلاثين سنة، واقام بعد وفاة امير المؤمنين عليه السلام عشر سنين.
زوجة الإمام تقوم بالخيانة العظمى في قتله عن طريق السم :
روى القطب الراوندي عن الامام الصادق عليه السلام انه قال: قال الحسن عليه السلام لأهل بيته: اني اموت بالسم كما مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فقالوا: ومن يفعل ذلك ؟
قال: امرأتي جعدة بنت الاشعث بن قيس فان معاوية يدس السم اليها ويأمرها بذلك.
قالوا: أخرجها من منزلك وباعدها من نفسك، قال: كيف أخرجها ولم تفعل بعد شيئاً ولو اخرجتها ما قتلني غيرها وكان لها عذرعند الناس، فما ذهبت الايام حتى بعث لها معاوية مالاً جسيماً وجعل يُمنّيها بأن يعطيها مائة الف درهم ايضاً ويزوجها من يزيد وحمل اليها شربة سم لتسقيها الحسن عليه السلام.
تنفيذ أمر الطاغية معاوية :
فانصرف عليه السلام الى منزله وهو صائم فأخرجت له وقت الافطار ـ وكان يوماً حارّاً ـ شربة لبن وقد القت فيها ذلك السمّ، فشربها وقال: ياعدوة الله قتلتيني قتلك الله والله لاتصيبين منّي خلفاً، ولقد غرك وسخر منك والله يخزيك ويخزيه.
فاسترجع الامام عليه السلام وحمد الله على نقله له من هذه الدنيا الى تلك الدنيا الباقية ولقاء جده وابيه وعمّيه حمزة وجعفر، فمكث عليه السلام يومين ثم مضى، فغدر معاوية بها ولم يفي لها بما عاهدها عليه.

ما منا الا مسموم او مقتول:
روى صاحب كفاية الاثر بسند معتبر عن جنادة بن ابي امية انه قال:
دخلت على الحسن بن علي عليه السلام في مرضه الذي توفى فيه وبين يديه طست يقذف عليه الدم ويخرج كبده قطعة قطعة من السم الذي اسقاه معاوية لعنه الله.
فقلت: يامولاي مالك لاتعالج نفسك؟ فقال: ياعبد الله بماذا اعالج الموت؟
قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم التفت اليّ، وقال: والله لقد عهد الينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان هذا الامر يملكه اثنا عشر اماماً من ولد علي وفاطمة ما منا الاّ مسموم او مقتول، ثم رفعت الطست واتكى صلوات الله عليه.
الحقد الدفين في منع دفن جنازة الإمام الحسن (عليه السلام) بالقرب من قبر جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
قال ابن عباس: فدعاني الحسين بن علي عليه السلام وعبد الله بن جعفر وعلي بن عبد الله بن العباس فقال: اغسلوا ابن عمكم فغسلناه وحنطناه والبسناه اكفانه، ثم خرجنا به حتى صلينا عليه في المسجد، وان الحسين عليه السلام امر ان يفتح،البيت فحال دون ذلك مروان بن الحكم وآل أبي سفيان ومن حضر هناك من ولد عثمان بن عفان وقالوا:
يدفن امير المؤمنين (عثمان) الشهيد القتيل ظلماً بالبقيع بشرّ مكان ويّدفن الحسن عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ لا يكون ذلك ابداً حتى تكسر السيوف بيننا وتنقصف الرماح وينفذ النبل.
فقال الحسين عليه السلام:
اما والله الذي حرّم مكة، للحسن بن علي وابن فاطمة احق برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبيته ممن ادخل بيته بغير اذن، وهو والله احق به من حمال الخطايا مسيّر ابي ذر رحمه الله الفاعل بعمار مافعل وبعبد الله ماصنع، الحامي الحمى، المؤوي لطريد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لكنكم صرتم من بعده الامراء وتابعكم على ذلك الاعداء وابناء الاعداء.
ركب البغاة:
قال ابن عباس: وكنت اول من انصرف، فسمعت اللغط وخفت ان يعجل الحسين على من قد اقبل ورأيت شخصاً علمت الشر فيه فاقبلت مبادراً فاذا انا بعائشة في اربعين راكباً على بغل مرحل، تقدمهم وتأمرهم بالقتال، فلما رأتني قالت: اليّ اليّ يابن عباس لقد اجترأتم علي في الدنيا تؤذوني مرة بعد اخرى، تريدون ان ادخل بيتي من لا اهوى ولا احب.
فقلت: واسوأتاه يوم على بغل ويوم على جمل، تريدين ان تطفئي نور الله ونور اولياء الله وتحولي بين رسول الله وبين حبيبه ان يدفن معه فجاءت الى قبر الرسول صلى الله عليه وآله فرمت بنفسها عن البغلة وقالت: والله لايدفن الحسن ههنا أبداً او تجز هذه، واومت بيدها الى شعرها.
لولا الوصية:
وفي رواية مضمونها انه: رموا جثمان الامام عليه السلام بالسهام حتى اخرج من جنازته سبعون سهماً، فاراد بنو هاشم المجادلة فقال الحسين عليه السلام: الله الله لا تضيعوا وصية اخي فانه اقسم علي ان انا منعت من دفنه مع جده صلى الله عليه وآله ان أُخاصم فيه احداً، ولولا وصيته لرأيتم كيف ادفنه في جنب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورغمت معطسكم، فعدلوا به الى البقيع فدفنوه جنب جدته فاطمة بنت اسد رضي الله عنها.
بكاءُ للحسن عليه السلام:
وفي فضل البكاء عليه وزيارته ما رواه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال:
(...فلا يزال الامر به حتى يقتل بالسم ظلماً وعدواناً، فعند ذلك تبكي الملائكة والسبع الشداد لموته، ويبكيه كل شيئ حتى الطير في جو السماء والحيتان في جوف الماء، فمن بكاه لم تعم عينه يوم تعم العيون، ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب، ومن زاره في بقيعه تثبتت قدمه على الصراط يوم تزل الاقدام).
ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحمد لله رب العالمين.
الأمانة الخاصة لمرقد العلوية شريفة بنت الإمام الحسن المجتبى (عليهما السلام)
الكاتب عباس محسن الخفاجي
المعاون الثقافي


التالي السابق